السلام عليكم...
نعم, كتبت الترجومات مكان رسو السفينة، في ترجوم أونكيلوس، رست على جبل كاردو، وكذلك في ترجمة George Lamsa للفشيطا الآرمية الشرقية القديمة، تذكر كاردو بل وفي الفيشطا الغربية الحديثة تذكر كاردو أيضاً، وفي تفسير التكوين (Genesis Rabbah) رست في Cordyene (ويذكر التاريخ بأنها ليست جبل بل هي منطقة)، وكذلك ما يذكره المؤرخ يوسيفوس أن السفينة رست بجبل بدعى Cordya ويذكر أنهم وجدوا قطعة لها، وفي* ترجوم يونثان المزيف وترجوم نيوفيتي وكتاب كنزاربا [1] (الكتاب المقدس لدى الصابئة المندائيون) بأن الجبل الذي إستقرت عليه السفينة يدعى "قردون"، وفي توراة سعديا الفيومي (بعد الإسلام) رست على قردا.
وتلك الأسماء كانت تطلق على أرض الأكراد...
أما السبب أنهم لم يبحثوا سوا في أرارات فهو لأنهم يعتبرون تلك الترجوميم تحريفات أو شروحات خاطئة للكتاب، مع العلم أن Ron Wyatt (والذي يعتقد بأنه وجد مكان رسو السفينة) لم يبحث بأرارات، ولعل البعض يرى بأن ما يقصده الكتاب المقدس هو مملكة أرارتو [3].
أو قد يكون والله أعلم أن السبب أيضاً، بأن كاردو أو الجودي تطلق على أرض الأكراد أنفسهم، ولا يعرف بالتحديد أي جبل المقصود، فيذكر موقع NoahsArkSearch.com، أنه هناك خمسة جبال عرفت بالجودي، (واحد منهم بالمملكة العربية السعودية)، فلا يعرف بالتحديد أي جبل منهم، والقرآن لم يؤكد بأنه تم الرسو على جبل، فقد يكون المقصود أحد البقع في أرض الأكراد، فمثلاً عندما تقول سيخرج نبي عند جبل فاران، لن تعرف أي جبل المقصود به، فكذلك الحال مع الجودي.
والله أعلى وأعلم.
___________هوامش____________
1- ص308 - الكتاب التاسع عشر ما نصه "وجنح الفلك على صخره صماء..كانت هامة جبل قردون"
* بعض هذه الترجوميم كتبت بعد الإسلام.
2- خلاصة تاريخ الكردستان من أقدم عصور التاريخ ص81
وكذلك مقال: مصادر تاريخ الكرد - القسم الأول للدكتور شعبان مزيري
3- القول بأن ما يقصده الكتاب المقدس مملكة أرارتو هو عذر فيه خطأ تاريخي فاحش لأن بحسب الكتاب المقدس موسى كتب التوراة في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، والقبائل الأرارتوية وجدت بحسب النصوص الآشورية في أواخر القرن الثالث عشر إلى القرن التاسع قبل الميلاد، وأصبحت مملكة في القرن التاسع إلى السادس قبل الميلاد.
.
الجمعة أكتوبر 18, 2013 10:57 pm